مع انهيار تجربة الاتحاد السوفياتي أو الأكثر دقّة بعد نجاح المؤامرة ضد التجربة الاشتراكية السوفياتية نجح اليمين بكل أشكاله و أوجهه بشنّ هجوم مضاد لحذف كل المكتسبات النضالية التي حققتها نقابات العمال عبر سنين طويلة والنموذج الفرنسي واضح إذ أتت حركة المصارف والمال برئيس لا همّ له ولمنظومته اليمينية غير ضرب القطاع العام لصالح القطاع الخاص و تقلّيص الخدمات الاجتماعية وحتى اللعب بسنّ التقاعد إذ رفعه لحدود 65 عاما.
ـ الانقلاب وانتكاسة وضع الحريات...
تعيش الحركة النقابية التونسية على وقع الأوضاع السياسية العامة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب 25 جويلية 2021، هذا الانقلاب الذي قام به قيس سعيد ضد المؤسسات القائمة للاستفراد بالحكم مستغلاً الأزمة العميقة التي تردت فيها البلاد نتيجة حكم حركة النهضة وحلفائها لمدة عشر سنوات دون أن تعرف أوضاع الشعب تغيراً إلّا نحو الأسوأ.
منذ الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة اتبعت معظم الدول الأوروبية سياسة فرضها البنك الدولي والبنك الأوروبي المركزي، سياسة التقشف، وخصخصة القطاع العام ومنها قطاعات أساسية لحياة الناس، فشكلت من ناحية ضرب للمكتسبات الاجتماعية ومن ناحية أخرى تعديل في قوانين العمل لتشكل تراجع بما حققته الطبقة العاملة على مدى عشرات السنوات.