أن يكون هناك بلد مقاوم فهذا مهم جدًا، وأن ينتصر هذا البلد في مقاومته في كل مرة هذا أهم، ولكن أن يكون هذا البلد وهذا الشعب أممي الى درجة أنه يدافع ويقاوم للتخفيف عن شعوب أخرى شقيقة أو صديقة، بهذا الكم من الأممية لدى هذا الشعب، فهذا مطلق الأهمية. بهذه العبارات بدأت المناضلة أليدا تشي غيفارا، الابنة الكبرى للثائر الشهير إرنستو تشي غيفارا مقابلتها مع إذاعتنا، وعن مدى تأثير التحركات الشعبية في العالم على سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة قالت لنتذكر معًا ما حصل في فييتنام، حيث قام العالم ولم يقعد يومها دفاعًا عن الشعب الفيتنامي، ولكن هذا لم يغير في سياسة الولايات المتحدة الاميركية لأنها لا تهتم لرأي الشعوب بشكل عام، وبالرغم من أهمية التضامن العالمي، إذ يجب أن يكون هناك تضامن عالمي دعمًا للشعب الذي يقاوم وهو يحتاج للاصوات العالية المتضامنة معه، ولكن، ماذا يؤثر بالموقف الاميركي؟ ما يؤثر أولاً إن يكون هناك إعلام ينقل ويبث الحقيقة وأن يصل هذا الاعلام الى العالم أجمع والى الشعب الأميركي بالذات. ثانيًا أن يكون هناك وحدة ونوع من التنسيق والتوافق بين جميع القوى الثورية والمقاومة بمختلف معتقداتها؛ يجب أن تنفتح القوى المقاومة على بعضها البعض، ويجب أن يكون هناك تنسيق ووحدة موقف في مواجهة هذا العدو الذي يدبر هذه الخطط السوداء لأي شعب في هذه المنطقة، إضافة إلى ذلك مهم جدًا، كما قال تشي، أن نوجد عدة فيتنامات في الوقت نفسه ضد الولايات المتحدة أو ضد من يعتدي علينا أو من يحتل أراضينا، وبالتالي ما تقومون به هنا هو على وجه التحديد ما قاله تشي غيفارا بأن نفتح عدة جبهات على هذا العدو، وأن لا يستفرد بجبهة واحدة ويفتك بهذا الشعب وينتهك حقوقه الإنسانية ويعربد ويقوم بما قام به ضد الشعب الفلسطيني أو ضد الشعب اللبناني في الحروب التي قام بها سابقًا. لذلك، نحن نقول أن ما يؤثر بهذا العدو الذي يهاجمكم ويعتدي عليكم هو:
١_ الاعلام الجيد.
٢_ وحدة الموقف بين القوى الثورية والقوى المقاومة والتنسيق فيما بينها.
٣_ فتح عدة جبهات بوجه العدو.
وعن إمكانية فتح باب للمفاوضات لوقف العدوان على غزة في ضوء بشائر هزيمة العدو قالت غيفارا: أنا لا أعتقد أن نبدأ مرحلة جديدة مع العدو الاسرائيلي تحت عنوان الحوار والمفاوضات، هذا مستحيل، فهذا العدو اليوم هو يشعر أنه في الزاوية، خسر حلفائه، من يدعمه اليوم؟ الولايات المتحدة وبضعة دول اوروبية، حتى بعض الدول الأوروبية ابتعدت بعض الشيء لأنهم لا يستطيعون أن يتحملوا هذا الكم من الجرائم التي ارتكبها العدو الذي، عمليًا، هزم في هذه الحرب. هناك ثمن إنساني عالي وغالي جدًا دفعه الشعب الفلسطيني ولكن العدو لم يحقق أي إنجاز سياسي أو عسكري، وهو عندما يكون مجروحًا ويمتلك عقلية أنه لا يقاتل شعبًا ولا بشرًا مثلهم، فهم يقولون أنهم يقاتلون حيوانات على هيئة بشر. فإذا كانت لديهم هذه الفكرة في رؤوسهم، هل هذه الرؤوس ستقتنع بأنه آن الأوان للحوار!؟ كيف؟ علي أي أساس؟ ما هو ماضي هذا العدو؟ أنا لا أعتقد أن لدى إسرائيل امكانية للتحليل بهذه الطريقة، أي أننا خسرنا وتعالوا نتحاور! لأن الفكرة عندهم بنيت على أساس إبادة الشعوب الأخرى، ومن يفكر بطريقة مختلفة. لذلك، لا أعتقد أننا أمام مرحلة من الحوار والتفاوض وعلينا أن ننتظر من العدو أي شيء ولا سيما انه عدو جريح. الآن.
وحول فوز اليمين الارجنتيني منذ أيام قالت غيفارا: الذي حصل في الارجنتين يحصل بين وقت وآخر في أميركا اللاتينية، وللأسف السبب الأساس هو غياب عمل اليسار، فبعض اليسار ضعيف والبعض الآخر مشتت وبالتالي هذا العامل والفلاح والفقير عندما يطرد من عمله وعندما يريد أن يدخل المستشفى ولا يوجد قوة إلى جانبه ترفع قضيته وتدافع عنه وتحول قضيته إلى شأن عام، يجد نفسه معزولاً يذهب حينها الى أماكن أخرى ليجرب؛ فالخصم في المجتمع يعمل ويتواصل مع الناس على طريقته وبأفكاره. وفي هذا السياق من المفيد التذكير بما قاله البطل القومي لتحرير كوبا من الاستعمار الاسباني خوسيه مارتي، الشعب الحر هو الشعب المثقف، كي يكون الشعب حرًا يجب أن يكون مثقفًا، لأن الشعب المثقف يصعب كثيرًا على عدوه أن يتحكم به كما يريد ويجعله أن يسير في طريق غير طريق مصلحته، وأن يجعله في خدمة مصالح الطبقة المهيمنة. واستنتجت: اذا على اليسار أن لا يلتهي بأمور غير القضايا الاساسية، فهو يجب أن يعنى بكل قضايا الناس على الأرض فالأمر الوحيد الذي يجب أن لا يتعاطى به اليسار هو المعتقدات الدينية للناس، أن يترك الناس لمعتقداتهم، وأن يحول ويركز اهتماماته الى المشاكل اليومية للناس مهما كانوا ولأي فئة انتموا... هذا ما خسره اليسار وهذا ما حصل بالارجنتين للاسف، ولكن لا بد لهذه الصدمة الكهربائية التي تعرض لها اليسار هناك أن تساعد بأن ينهض اليسار مجددًا ويجمع قواه ويوحدها، وينسق فيما بينه لكي لا يخسر في المرات المقبلة.
صوت الشعب ما أجملها من كلمة، شعب يعني العائلة، يعني الوحدة، يعني الحب بين الناس وبالتالي هذه الاذاعة لها كل التحية وآمل من كل قلبي أن تكون فعلاً صورة لهذا الشعب، أن تكون انعكاس لحقيقة هذا الشعب وتذكر كل ما يعاني منه هذا الشعب. فهذا الاسم جميل جدًا وأنا أثق بأن هذه الاذاعة ستكون دائمًا وفية للاسم الذي تحمله.
إليدا غيفارا ل"صوت الشعب": العدو لا يفهم الا لغة القوة
الهدوء الذي يسكنها ينعكس فيك ثقةً تتسع لفضاءات الزمن الشاسع؛ ففي عينيها ترقب ثورية الثائر العظيم تشي، وفي ثباتها تحاكي قصص والدها مع الجبال ووعورتها ورهبتها ليلاً ونهارُا وفي مواجهة عسكر الطغاة، إنها إبنة من أصبح رمزًا لأحلام الشباب ومثالاً لروح الكبار، آلا وهو الثائر العظيم آرنستو تشي غيفارا...
النداء 2024. حقوق المنادى فقط محفوظة.