يُروى في الموروث الشعبي الكويتي أنّ جيران شخص اسمه فوزان عانوا الأَمَرّين من عدم القدرة على النوم ليلاً بسبب لدغات البراغيث ونهيق حمار ذلك الجار الذي كان يشتد مع اشتداد لدغات تلك البراغيث، فضُرِب المثل الشعبي القائل: "تجمعَ البرغوث مع حمار فوزان وكل منهم علة باطنية" وهو ينطبق على الحالات التي تجتمع فيها عدة مشكلات في آن واحد معاً...
حكومة مثل الأهل المبذرين لا حلّ معها إلا الحجر القانوني عبر الشارع
منذ تشكيل الحكومة الأولى بعد الانتخابات النيابية دأب رئيسها وأعضاؤها على القول أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية ستكون "مؤلمة" وطبعاً لم يفصح أي من المسؤولين لمن سيكون الألم في هذه الإصلاحات، إلى أن دقّت الساعة وبدأت تتسرّب إلى الأعلام معالم مشروع الموازنة، ليتكشّف أن ما يسمى بالإصلاحات المعتزمة ما هي إلا مجموعة من قوانين تشليح وتشبيح وخوّة على ذوي الدخل المحدود في القطاع العام من متقاعدين وموظفين ومعلمين.
الفساد آفة كبيرة لا ينفصل انتشاره عن النظام الطائفي، بل يحتمي به. ويتحوّل الفساد من دون محاسبة، إلى وباء يشمل الشركاء في السلطة، ويصل إلى الأزلام والمحاسيب، كي تضيع صورة الفاسدين، ويختلط الحابل بالنابل، ولا تعود المحاسبة أمراً يسيراً.