وفد قيادي من الشيوعي الصيني في لبنان: تنمية الصين توفر فرص مهمة للتنمية العالمية

أواسط الشهر الماضي (تشرين اول 2022)، عقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره العشرين الذي حظي بإهتمام كبير جدا على المستوى الداخلي الصيني وكذلك على المستوى العالمي.

فعلى المستوى الداخلي الصيني، يعتبر هذا المؤتمر الاول بعد تحقيق هدف المئوية الاولى، أي مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني (1921 - 2021) والتي حقق في خلالها الحزب والصين هدف التخلص من الفقر المدقع في هذا البلد الشاسع وذات الكثافة السكانية الكبيرة. هذا الامر ليس بتفصيل بسيط في الصين، فتحقيق هدف المئوية الاولى يعني ان العمل بدأ على تحقيق أهداف الثانية، وهي بناء دولة اشتراكية حديثة بحلول العام 2050، أي عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (1949 - 2049).
اذا، وبحسب الخطاب الذي ألقاه امين عام الحزب الشيوعي الصيني ورئيس البلاد شي جينغ بينغ أمام المؤتمر، دخلت البلاد رسميا مرحلة تحقيق الاشتراكية، وهذا يعني ان كل الخطط والاستراتيجيات على المستوى الداخلي ستركز على تحقيق هذا الهدف.
اما على المستوى الدولي، فالخطط التي أقرها المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والطامحة لتفعيل النمو الاقتصادي العالمي (مبادرة التنمية العالمية التي أطلقها الرئيس الصيني العام الماضي)، وأيضا الخطط الهادفة الى زيادة انفتاح الصين على كل دول العالم وبخاصة الدول النامية، كل ذلك سيوفر فرص ثمينة لدول العالم للاستقادة من النمو الاقتصادي الهائل الذي حققته وتحققه الصين.
في خطوة لافتة ومميزة قام وفد كبير من الحزب الشيوعي الصيني يرأسه نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية في الحزب "تشيا هونغشان" بزيارة الى لبنان استمرت عدة ايام بهدف اطلاع القوى السياسية اللبنانية على نتائج المؤتمر الوطني العشرين للحزب وخطته المستقبلية على جميع الصعد فضلا عن رؤيته الشفافة للعلاقات الدولية التي يجب ان تقوم على احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم ممارسة الهيمنة الدولية عليها وعلى مقدراتها.
بدأت الجولة بزيارة مركز الحزب الشيوعي اللبناني في بيروت، حيث ضم الوفد الصيني الى جانب نائب الوزير كل من سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان "تشيان مينجيان" والمدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في الحزب الشيوعي الصيني "جياو تشيشين" ومسؤولي الدائرة. وكان في استقبال الوفد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، على رأس وفد من المكتب السياسي.
تطرق الجانبان للعلاقات الثنائية على جميع المستويات، وأكّدا على ضرورة استمرار التواصل والتنسيق بين الحزبين. كما أعرب الوفد الصيني عن تضامنه مع الحزب الشيوعي اللبناني ونضاله المستمر في لبنان. وأكّد وفد الحزب الشيوعي اللبناني من جانبه على تضامنه ووقوفه الى جانب الصين الشعبيّة في نضالها المستمر من أجل تحقيق الاشتراكية.
وفي 21 تشرين الثاني، عقد وفد الحزب الشيوعي الصيني جلسة إحاطة إعلامية خاصة حول روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في فندق السمرلاند ببيروت ترأس الجلسة السفير الصيني لدى لبنان تشيان مينجيان وألقى كلمة في الجلسة رئيس الوفد نائب وزير دائرة الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشيان هونغشان. وحضر الجلسة حوالي 120 شخصاً من رؤساء الأحزاب اللبنانية ومراكز الفكر ووسائل الإعلام وشخصيات لبنانية مختلفة.
قدم تشيان هونغشان بشكل شامل المحتوى الرئيسي لتقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وشرح بالتفصيل الإنجازات الرئيسية وأهمية للمؤتمر وأكّد أن المؤتمر استعرض ولخّص بوضوح إنجازات التنمية في السنوات العشر المنصرمة من العصر الجديد، وعرض تلخيصًا شاملاً ومنهجيًا للابتكار الأيديولوجي في العصر الجديد، ثم رسم مخططًا علميًا لتنمية الصين في المستقبل، وقال "إنّ الانعقاد الناجح للمؤتمر ليس ذا أهمية كبيرة لعملية تطوير الحزب الشيوعي الصيني والصين فحسب، بل سيكون له أيضًا تأثير عميق على العالم بأكمله، مما يبعث زخمًا جديدًا في تنمية العلاقات الودية بين الصين ولبنان والدول الأخرى في العالم". وأشار هونغشان إلى أنّ الصين مستعدة في المستقبل لبذل الجهود مع لبنان لمواصلة دعم بعضها البعض بحزم، والدفاع بشكل مشترك عن العدالة والانصاف الدوليين وتعزيزهما، ودفع التعاون العملي ذي المنفعة المتبادلة في إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، وتقديم مساهمات أكبر لدعم السلام والتنمية في لبنان والمنطقة. وتابع يرغب الحزب الشيوعي الصيني في تقوية التبادلات والتعلّم المتبادل مع الأحزاب السياسية الصديقة في لبنان، والعمل معًا لدفع تطور العلاقات بين الصين ولبنان، والسعي لتحقيق رفاهية أكبر لشعبي البلدين، والمساهمة بالحكمة والقوة في تعزيز بناء مجتمع مصير ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وجرى بعد ذلك نقاش مع ضيوف الجلسة حول قضايا عديدة مثل تطوير العلاقات الحزبية بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الصديقة في العالم، وتبادل الخبرات في شأن إدارة البلاد والسياسة الخارجية للصين وغيرها من القضايا.
واختتم الوفد زيارته لبيروت بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقادة آخرين من الأحزاب الكبرى في لبنان، حيث اكد على روح المؤتمر التي عرضها في جلسة الاحاطة المذكورة.

  • العدد رقم: 410
`


النداء