يمرّ عيد الاستقلال هذا العام في ظروف هي الأشد قساوة على شعبنا ومعيشته الاجتماعية. وقد فقد هذا العيد معانيه خاصةً في الأعوام الأخيرة بسبب طبيعة التناقض والانقسامات التي يستولدها النظام الطبقي الطائفي وسلطته التي أدت الى تجويع الشعب وتضييع الاستقلال وتحلل الدولة.
ألقى الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية والذي عقد تحت عنوان "ما أهمية المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني بالنسبة الى العالم العربي". فيما يلي تنشر النداء النص الكامل كلمة الامين العالم.
عمره 98 سنة ولايزال حاضرا في قلب المعركة الوطنية والاجتماعية.. قدم تضحيات جسيمة وغالية، ويستمر وفيّا لشهدائه، ووفيّا لقضايا شعبنا..
مرّ في مراحل نهوض وهبوط وظروف قاسية، ولم يتراجع، بل كان في كل مرة يخيّب امل الخصوم الطبقيين والطائفيين وحملات العدو الاستعماري.
فإلى الفرحِ الأكبر يا شعبَنا، يا حزبَنا، يا شهداءَ شعبِنا وحزبِنا .. يا أبطالَ المقاومةِ الوطنيةِ اللبنانية في ساحاتِ وطننا ..
هنا، في حاضرة الذاكرة.. أصوات ٌ، صورٌ، وجوهٌ لحيوات مختلفة، منها الحقيقيُّ، منها المُخترَع، منها اللامكتشَف، منها.. حيث زحمة الأوداء، يلوح في عصبونات الدّماغ مجرّات، تحكي بخطوطها، بألوانها، بجمالية الخَلق والإبداع، تحكي لنا عنّا، نحن.. كائنات غبار النجوم، عن تلك اللحظة الشذوذ الرائعة الكافرة بأسباب الإنفجار العظيم..
المهمّة الراهنة تقتضي البناء على الكتلة الاجتماعية التي أفرزتها 17 تشرين من أجل تشكيل قطبيّة سياسية تضع في أولوية مهامها الداخلية مشروع كسر هيمنة تحالف رأس المال والأحزاب الطائفية، والسير معاً باتجاه مسار آخر، مسار إنقاذي نطرح فيه تأسيس عقد اجتماعي جديد تحت شعار "نحو دولة ديمقراطية علمانية... نحو بناء الاقتصاد المنتج... نحو العدالة الاجتماعية".