اقرؤوا مهدي عامل

في ما يلي موجز عن أبرز كتب الشهيد مهدي عامل، صادرة جميعها عن دار الفارابي، كما أنها متوفرة في الدار.
نقد الفكر اليومي
في قهقهة التاريخ المتقدم عبر الامكانات المتضاربة، يحتضر عالم بكامله، ويتهيّأ للولادة آخر. تتفكك نُظُم من الفكر والاقتصاد والسياسة يصعب عليها الموت بغير عنف، تتصدّى لجديدٍ ينهض في حشرجة الحاضر وتقاوم في أشكال تتجدد بتجدد ضرورة انقراضها؛ تنعقد بين عناصرها المتنافرة تحالفات هي فيها مع الموت على موعد يتأجّل. إذن، فليدخل الفكر المناضل في صراع يستحثّ الخطى في طريق الضرورة الضاحكة. فهو اليانع أبداً، وهو اليقظ الدائم، في الحركة الثورية ينغرس ويتجذّر. يستبق التجربة بعين النظرية، ولا يتخاذل حين يُفاجأ: يتوثب على المعرفة ويعيد النظر في ترتيب عناصره ليؤمّن للنظرية قدرتها على التشامل، ورحابة أفق يتّسع لكل جديد. هكذا يكتسب كل نشاط نظري طابعاً نضاليّاً، ويتوق كل نشاط ثوري إلى أن يتعقلن في النظرية، فتتأكد، بالتحام النشاطين في الملموس التاريخي، ضرورة الفكر العلمي في أن يكون ثورياً، وضرورة الحركة الثورية في أن تكون علمية.
مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني
ليس جديداً على الفكر الماركسي أن يجابه الواقع الاجتماعي المتميّز في حركة تطوّره التاريخي في فجاءاته وتغيّراته. بل يمكن القول إنه وُلِد وتكوّن وتطوّر في هذه المجابهة. وما طابعه المادي الذي تأكّد في نقد الفكر المثالي الهيغلي والاقتصادي البورجوازي بوجه خاص سوى نتيجة هذه الضرورة في أن يكون قادراً على تفسير العالم وتاريخه تفسيراً علميّاً، وأداة لتغييره في يد القوى الاجتماعية المؤهلة والمدعوّة إلى تغييره. ميزة هذا الفكر هي أن يكون فكراً مناضلاً، أو لا يكون. معنى هذا أن التحام النظرية الماركسية بالحركة الثورية أساسيٌّ لوجودها كنظرية علمية. والعكس صحيح أيضاً. فالحركة الثورية في عصرنا الراهن بحاجة إلى قاعدة نظرية تستند إليها في تغييرها العالم بحسب القوانين الفعلية التي تحكم حركته التاريخية. ولعلّ أخطر داء يصيب الحركة الثورية هو داء العفوية أو التلقائية في ممارساتها. إنه داء المغامرة بالثورة، في زمن التخطيط الامبريالي على الصعيد العالمي. ليس في هذا القول من جديد، بل فيه استعادة لقول لينين: «لاحركة ثورية بلا نظرية ثورية». والنظرية الماركسية ثورية، ليس لأنها وحسب نظرية الثورة، بما تعنيه الثورة هذه من انتقال ضروري من الرأسمالية إلى الاشتراكية بل لأنها أيضاً، وبالدرجة الأولى، علمية، أي لأنها علم التاريخ في حركة انتقاله هذه.
مدخل إلى نقض الفكر الطائفي
موضوع هذه الدراسة هو محاولة رد على السؤال التالي: كيف تنظر البرجوازية اللبنانية، بعين أيديولوجيتها الطبقية، إلى القضية الفلسطينية؟
الرد على هذا السؤال يتطلّب منا أن نرسم معالم هذه الأيديولوجية في خطوطها العريضة، وأن نعرض المفاهيم الأساسية التي تنتظم بها في بناءٍ فكري، قد يكون متماسكاً وقد لا يكون، بحسب الضرورة السياسية التي تحكمه في تأمين وظيفته الطبقية المحدّدة، أكثر منه بحسب ضرورته المنطقية الداخلية.
من الطبيعي، إذن، أن يكون لهذا العرض التحليلي طابعٌ نقديّ يكتسب شرعيّته من الموقع الطبقي الفكري، الذي ننظر منه في هذه الأيديولوجية البرجوازية. ولا نخفي على القارئ أن هذا الموقع هو موقع أيديولوجية الطبقة الثورية النقيض، أي موقع أيديولوجية الطبقة العاملة. ثم إن النظر في البناء المفهومي لأيديولوجية البرجوازية اللبنانية لا يمكن له إلا أن يكون نقدياً ـأو الأحرى نقضياًـ لأنه نظر فيه في علاقته بضرورته السياسية تلك. ولو لم يكن هكذا، ولو أنه غيّب هذه العلاقة، لما أمكنه أن يكون نقيضاً، لأن نقض الأيديولوجي يكمن، بالتحديد، في استحضار هذا السياسي الذي يغيّبه الأيديولوجي ويقوم به على تغييبه.
هل القلب للشرق والعقل للغرب؟
... إن الصراع المعرفي بين العلمي والأيديولوجي هو صراع طبقي في الفكر نفسه بين موقعين طبقيين نقيضين في علاقات الانتاج المعرفي: موقع هو موقع الفكر المسيطر بسيطرة الطبقة المسيطرة في علاقات الانتاج المادي، وموقع هو موقع الفكر الثوري النقيض الذي هو فكر الطبقة الثورية النقيض في هذه العلاقات من الانتاج.
في تمرحل التاريخ
لئن كان التاريخ يتمرحل أساساً بحركة أنماط التاريخ فيه، فالحركة هذه أكثر تعقيداً من أن تكون كما تظهر لفكر مثالي يمنذجها على شكل حركة من التتابع أو التواصل ينتهي فيها زمان نمط معين من الانتاج ببدء نمط الانتاج الذي يليه.
في الدولة الطائفية
ليست الطوائف طوائف إلّا بالدولة. والدولة هي التي تؤمّن ديمومة الحركة في إعادة إنتاج الطوائف كيانات سياسية هي، بالدولة وحدها، مؤسسات. لكن منطق الفكر الطائفي يقلب الأشياء نقائضها، فتظهر الدولة الطائفية، كأنها نتيجة تعدّد الطوائف، بينما بها -أعني بالدولة-  تتعدّد الطوائف، وبها يعاد إنتاجها، من حيث هي كيانات سياسية. أليس طريفاً أن تكون الطوائف بحاجة إلى اعتراف الدولة بها. حتى تكتسب جدارة الوجود؟ فإذا لم يكن اعتراف بها، كان وجودها سرّياً، خفيّاً، خارجاً على القانون، وخارجاً، بالتالي، على الوجود؟
أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية؟
... مجرد الإقرار بأن الأزمة التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية القائمة هي أزمة الحضارة العربية، يفرض على الفكر اتباع منهج يبتعد فيه عن معالجة الأزمة الفعلية من حيث هي أزمة هذه المجتمعات في بنياتها القائمة، ليسير في اتجاه آخر هو اتجاه البحث عن أسباب هذه الأزمة في بنية الحضارة العربية نفسها.
 
# موسومة تحت :
  • العدد رقم: 358
`


النداء