غلاف العدد

أخر المقالات على غلاف جريدة النداء

عاش أول أيار رمز نضال العمال للتحرر والتغيير

الأول من أيار هو عيد جميع العمال في لبنان والعالم على اختلاف أديانهم وطوائفهم وألوانهم.تكمن أهميته أيضًا في الطابع النضالي لطبقة اجتماعية تُنتج الحاجات المادية للمجتمع، من غذاء وكساء وصناعة وزراعة وبناء وحرف... إلخ، والأهم هو أن الطبقة المنسجمة المصالح، تكتسب في نضالها لتحسين شروط عملها ومعيشتها وعيًا يعكس واقعها الاجتماعي، وبالتالي دورها التاريخي الذي يُختصر بأنها في نضالها لتحرير نفسها من الظلم الاجتماعي تحرر معها المجتمع بأسره. والمعروف أن العمال وذوي العمل المأجور، لا تعيش الرأسمالية بدونهم وبدون استغلالهم.

هل يتعظ اللبنانيون من دروس الحرب الأهلية؟

بعد خمسين سنة على انفجار الحرب الأهلية في 13 نيسان 1975، لا يزال بلدنا وشعبنا يعانيان الكثير من جروحها وآلامها. ولا تزال أسبابها كامنة في طبيعة النظام السياسي نفسه. ومع أن مؤتمر الطائف، الذي جرى برعاية دولية وإقليمية واقتصر لبنانياً على ممثلي الطوائف مع استبعاد القوى العلمانية، لم يستطع تجاهل الأسباب الداخلية للحرب الأهلية، فرأى وجوب تلمّس بعض الإصلاحات التي تفتح طريقاً للخروج من النظام الطائفي، أبرزها تشكيل هيئة وطنية لإلغاء الطائفية، وانتخاب البرلمان القادم (1996) خارج القيد الطائفي، وإيجاد قانون انتخابي يضمن تمثيل جميع الفئات الشعبية، واستحداث مجلس شيوخ لتمثيل الطوائف، واعتماد اللامركزية الموسعة، إلخ...

مأساة التاريخ

أمّا وقد أصبحنا على واقع كالذي نعيشه اليوم، فلا بدّ لنا من تحديد بعض ما يجب فعله: مقتلة ينفذها العدو. ساحاتها بلادنا العربية. ضحاياها الشعوب ومستقبلها. التاريخ يتكرر بشكل مأساوي وبتصاعد. لم تتوقف النكبات عن التتالي منذ أكثر من خمسة قرون. هيستيريا مستمرة لا تهدأ أو تستكين. شعوبنا تتوالد مع المصائب وتتآخى معها حدّ التماهي. الأفق مقفل والرؤية مغشية... القتل والتجويع والتهجير هو القائم ولا شيء يقف في دربه. هي مأساة وجلجلة ودروب الأحزان المتتابعة على أكثر من صعيد. شعوب أعياها القتل فتعودت، وآخاها الجوع فقبلت.

عقود الاحتلال والاستغلال وعقود المقاومة والنضال

تعيش شعوبنا العربية أسوأ مرحلة اجتماعية وسياسية وأمنية منذ قرن. تواجه بدمها ولحمها ورزقها وحياتها ومستقبلها، والأعداء يتكاثرون من حولها من الخارج والداخل. مرات تواجه وتصمد وتقاوم وتتقدم ضد المحتل. ومرات تنتفض وتثور ضد الاستبداد والقهر الطبقي. لتبقى رقبتها بين مطرقة الاحتلال وسندان نظم رجعية متخلفة أو برجوازية تابعة قدمت خدماتها ومنافعها الطبقية على مصالح شعوبها ووحدتها الوطنية وتنمية قدرات بلادها البشرية والمادية. وباتت بعد ترهلها وفسادها عاجزة إن لم نقل آداة طيعة في خدمة المشروع الاستعماري الإمبريالي الاميركي الصهيوني المرسوم للمنطقة.

لبنان بين الإصلاح الضروري داخلياً والمخطط الصهيو-أميركي خارجياً

يعاني لبنان ظروفاً معقدة بدأت منذ تأسيسه وتزداد تعقيداً حتى اليوم وينجم تأثيرها الأساسي من عاملين أساسيين يتمثل الأول بتدخلات الخارج ومخططاته للسيطرة على المنطقة منذ اتفاق سايكس بيكو ١٩١٦ ووعد بلفور. والعامل الثاني يتمثل بسلطة ونظام يقومان على الأسس الطائفية وتحاصصاتها والانقسامات التي تستولدها. وقد أدى كل ذلك إلى أزمات متمادية وانقسامات وحروب أهلية. مما جعل اللبنانيين يعيشون أزمات ومراحل صعبة ومريرة.

النداء في بريدك الإلكتروني

إشترك بخدمة النداء على بريدك الإلكتروني لتبقى متطلعاً على اخر المقالات والتعليقات.

Hide Main content block

في العدد الأخير

يوم انتهت الحرب، ظنّ المواطنون أن أبو الجواهر فقد وظيفته. لكن أبو الجواهر لا يموت، في بقعة جغرافية لا يُعلم أسباب بدء وانتهاء أي حدث فيها. رمى سلاحه، وخلع بزّته العسكرية، ودخل إلى مرافق الدولة، موظّف أو محتَكِر. لم يعد يقفل طرقات، ولا يتزّعم خطوط التماس، بات ركناً أساسياً في الدولة العميقة. يسيطر على ثلاث قطاعات حيوية في حياة الناس، الدواء، القمح والنفط. وإن حاول أحدٌ ما المسّ بمصالحه، يشلّ القطاعات كما هي. هذه دولة أبو الجواهر.
يزداد المشهد السياسي والعسكري تعقيداً في ليبيا، بحيث اشتدت حُمّى الصراعات الداخلية، والتدخلات العسكرية الإقليمية والدولية المباشرة وغير المباشرة، ليطغى غبار المعارك ويحجب الرؤية، لفهم طبيعة هذا الصراع واستهدافاته ومصالح كلّ واحدٍ من القوى المشاركة فيها، أي في الحرب الدائرة في ليبيا وعليها. ويتساءل المراقب والمواطن العربي، كيف هي الخارطة السياسية والعسكرية في الداخل الليبي؟ وماذا تريد كلٌّ من تركيا ومصر والامارات والسعودية، وصولاً إلى اميركا وروسيا وفرنسا من ليبيا؟
مع ان اللبنانيين معروفون بحبهم للحياة ولأجواء الاعياد والفرح، وباستقبال العام الجديد بالتفاؤل والامل، وإسعاد اطفالهم بالهدايا والثياب الجديدة، وبتلاقي العائلات حتى الذين باعدتهم ظروف العمل والحياة عن بعضهم في لبنان وخارجه، فان ميزات اللبناني هذه وقيمه الاجتماعية لم تتغير، إلا ان ظروف حياته وامكانياته المادية هي التي تغيرت.
استحدثت بعض المؤسسات الرسمية وغير الرسمية طرق مختلفة لدعم موظفيها وعائلاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الغالبية العظمى من اللبنانيين وبخاصة الموظفين المدنيين والعسكريين اصحاب الدخل المحدود جدًا.
مجدّداً يتهيأ جيش الاحتلال التركي لشن عملية عسكرية عدوانية على مناطق شمال سوريا. وكما العدوانين السابقين، فهذا العدوان هو أيضاً بتغطية وضوء أخضر أميركي وعدم رفض روسي يشابه القول الشعبي "السكوت علامة الرضى".
في 13 نيسان من كل سنة يردّد اللبنانيون شعار "تنذكر وما تنعاد". ومع أنّ الحرب الأهلية توقّفت مع اتفاق الطائف، إلا أنّ هذا التوقّف لم يُواكَب بمصالحةٍ شاملة مع الوطن والشعب. فلم يُبنَ السلم الأهلي، ولا جرى تحقيق بعض بنود تطرُق باب الإصلاح في الإتفاق، فبقيتْ أسباب الحرب كامنة في بنية النظام السياسي بطابعه الطائفي التحاصصي، وجوهره الطبقي.
نعيش اليوم حرباً تجارية عالمية من نوع جديد ولكن ما زال شعار "التجارة شطارة" نشهده اليوم في زمن "الكورونا": غلاء معيشي فاضح على المواد الغذائية، وأيضاً على جميع المعدات الطبية الخاصة بالمكافحة والوقاية من الفيروس، ليصبح المواطنون في لبنان تحت رحمة التجار والمحتكرين من دون حسيب ولا رقيب.
في يومِ عيدكَ، يا شعبي، أراكَ مِلءَ وجودي.. أراكَ ماضياً وحاضراً، وأراكَ في المدى الرحبِ إلى مستقبلٍ وضّاء.. أراكَ تاريخاً محشوداً بالمواكب، كلُّ جيلٍ موكب، كلُّ موكبٍ حلمٌ من أحلامِكَ الكبارِ الكبار.. حلمُ الماضي بالحاضر، وحلمُ الحاضرِ بالمقبل..

إخترنا لك