الدولة المتسوّلة، الفقراء المتسوّلون، ومشهد من فيلم أميركي

مدينة خيالية في الولايات المتحدة الأميركية، 1999 في المشهد النهائي لفيلم "فايت كلوب/ نادي القتال" (Fight Club,1999)، يدير لنا البطلان ظهرهما ويستمتعان بالمنظر، بينما نشاهد معهما من خلف الألواح الزجاجية لإحدى ناطحات السحاب، تفجير البنايات وتساقطها الواحدة تلو الأخرى في ظلّ تصاعد إيقاع الموسيقى. لم تكن هذه المباني عادية، بل هي المباني التي تُحفظ فيها سجلّات بطاقات الائتمان، فجّرها أعضاء العصابة لـ "محو الدّيْن"، كما تقول الشخصية الرئيسية. لم يكن للبطل حلّ آخر لمعالجة ما يعيشه هو وما يعيشه الناس من حوله، ذلك الفرد الوحيد في مطحنة الماكينة اليومية لرأس المال، العاطل عن العمل، المستهلِك المكبوت الذي لا يجد هدفاً لحياته فيحاول بشتى الأشكال الخروج من النظام.

Image

العملاء.. ثلاثة!

العملاء في بلدي ثلاثة: الأوّل، العميل العسكري الواضح والصريح بعمالته، الذي لا يتخفّى خلف أي صفات أخرى، وهو يمارس دوره في خدمة العدو بشكل معلن وفي الضوء. هذا النوع من العملاء من السهل جدّاً الإشارة إليه، وبالتالي القضاء عليه، أو أقله تقليل فعالية دوره من خلال عزله أو حبسه أو قتله.

Image

رجال الأعمال، والمستعمر والخوف

من المضحك أن نتوقّع من اجتماع يحضره أمراء الحرب الأهلية، ورجال الأعمال وورثة كاتبي السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي أوصلتنا إلى حيث نحن، قرارات لمصلحة الطبقة العاملة والمُهمّشة. خرجوا من الاجتماع كما دخلوا، بجيوب مثقلة بثرواتنا وضمائر غير آبهة لما اقترفوا. في صراعنا اليومي في هذه المنطقة، لا يُخفى علينا من هم أعداء الداخل وناهبيه، ولا تُخفى نهاية الطريق التي يسيّروننا عليها، لا يُخفى إلّا سرّ قدرتهم المتجدّدة على تخدير الأغلبية وتغريبها عن مصالحها.

Image

الغول والتاريخ

في سياق كتابة تاريخ الشعوب، مهما فنّدت الرواية تاريخ القمع والقهر والاستغلال وتفاصيله، تكون السردية منحازة للاستعمار والنظام المهيمن، إن لم تكتُبْ عن المقاومة التي نشأت في ظلّ هذا النظام. وفي يومنا هذا، لا حدود للمقاومة، أي لا حدود للمجالات التي تعمل المقاومة من خلالها، لأنّ لا حدود للرأسمالية. ونحن نعلم ذلك، علمَ اليقين، وعلمَ التجربة.

Image

الفزّاعة والوحش الحقيقي

لا جديد تحت شمس هذا الصيف: اليمين اللبناني يمدّد سلطته، من الموازنة حتى القضاء على الأحراج في عين دارة وسدّ بسري وأزمة النفايات المرتقبة، حتى منع حفلة موسيقية بحجّة المسّ بالمقدّسات، والممارسات العنصرية اليومية. اليوم يمأسس اليمين إقصاءه للطبقة العاملة عبر مداهمات ترهيبية ل"تطبيق" قانون عمل على المهمشين فقط، على المستضعفين فقط، على من لا يملكون إلّا فتات الفتات. اللاجئات واللاجئين -تماماً كما في حفلة الجنون الحاصلة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية- هم المستهدفون الأساسيون في هذه الحرب. الفاشية اليوم تلقي اللوم على اللاجئين في كل شيء. الكهرباء، المياه، غياب فرص العمل، انقراض الثدييات، كلّه يحصل بسببهم، ويجب وبشكل سريع التخلّص منهم.

Image

فلسطين والفاشية اللبنانية

خلال الحرب اللبنانية، حاول اليمين اللبناني ونظامه المتخلف، إظهار الحرب بأنها حربٌ طائفية، بين مسلمين ومسيحيين، وبين من يتحالف مع "غريب" ومن يدافع عن "الأصالة اللبنانية".

Image
الصفحة 8 من 10