في طرح سؤال النظرية الثورية لانتفاضة 17 أكتوبر

غالباً ما نردّد خلف لينين، وبطريقة ببّغائية أحياناً، أنّ لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية. ظنّاً مِنّا أنّنا نملك النظرية، بفهمنا لمَلَكَات المنظور المادي للتاريخ، أو باتّباعنا نماذج ثورية حاولت تطبيق شيء من الماركسية في تجاربها التاريخية، أو حتى بمعرفتنا للأزمات الدورية في بنية الاقتصاد الرأسمالي، وبِكشفنا - اقتصادياً- لِمفاصِل تلك الأزمات. إلّا أنّ كلّ تلك (المَعارِف) لا تقتضي لتكون نظرية ثورية، ولا حتى لتكون غطاءً فكريّاً واستراتيجيّاً لتحرّكات الشارع.

Image

اليسار في ظلّ وضوح الصراع العالمي

يحدّد ماو أنه من خلال «التناقض الرئيسي» يمكن تحديد من هو تقدمي ومن هو رجعي حين قال في كتاب "في التناقض": عندما تشن الإمبريالية حرباً عدوانية على بلد، فإن الطبقات المختلفة في هذا البلد، باستثناء حفنة من الخونة، يمكن أن تتّحد مؤقتاً كي تخوض غمار حرب وطنية ضد الإمبريالية، وحينئذ يصبح التناقض بين الإمبريالية وذلك البلد التناقض الرئيسي، فيما تصبح مؤقتاً جميع التناقضات بين مختلف الطبقات داخل ذلك البلد.

Image

مخاطر تهدّد الحركة الشعبية

بعد مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الانتفاضة الشعبية التي شهدتها المناطق اللبنانية كافة، بات من الضروري خوض الصراع مع السلطة عن طريق تسليح الجماهير بالأداة المعرفية لفهم تناقضات هذه المرحلة. لذلك من المهم معرفة ما الذي يهدّد هذه الحركة الشعبية وكيف.

Image

البعد الوطني والمحتوى الطبقي لانتفاضة أكتوبر العراقية

انتفاضة أكتوبر العراقية، هي أبلغ احتجاج شعبي على طغمة الحكم، طغمة الأقلية المستبدة، التي وصلت الحكم وتمترست به، باسم الديمقراطية التي لم يرَ منها الشعب سوى شكليّاتها، مستندة على نهج المحاصصة الطائفية السياسية، والتزوير وتزيف إرادة المواطنين، عبر منظومة انتخابات غير عادلة فرضها المتنفذون بهدف ترسيخ وجودهم بالسلطة عبر تحالفها مع شرائح وفئات طفيلية وبيروقراطية وكومبورادورية، وأصحاب المصارف ومهرّبي النفط وتجّار الصفقات المشبوهة، مشكّلين جميعاً منظومة فساد نخرت مؤسسات الدولة.

Image

عودوا إلى المستنقع!

أكثر من خمسين يوماً مضت، والذين راهنوا على تعب الحراك الشعبي أنهكهم التعب. انتظروا فاكْتَووا بلهيب الانتظار، وكل دواء يصفونه لشفاء جروحهم من سيوف الثورة يستحيل داءً ويصير ملحاً يُرشّ على جروحهم. أفلست السلطة وفقدت شرعيتها منذ زمن طويل وانكشف إفلاسها وتعرّت تحت ضغط الشارع والناس المنتفضين.هنا جاء دور طابور الضفادع التي خرجت من مستنقعها لتملأ الدنيا نقيقاً: تنظير ناصح لجماهير الثورة في ظاهره تارة، أو داعياً إلى الحكمة والتعقل تارةً أخرى، ولكنّه في باطنه يهدف في جميع الأحوال إلى إحباط الانتفاضة. لا هدف لهم سوى إضعاف المواجهة ووضع العراقيل بوجهها، لكنّها ظلت دوماً أقوى منهم.

Image

في ضرورة التحليل الماركسي اللينيني

ليس خفيّاً على أحد الأزمة العميقة التي أصابت معظم الأحزاب الشيوعية خصيصاً بعد مرحلة التراجع المؤقت للتجارب الاشتراكية في العالم، والحملة الفكرية الواسعة التي شنتها الرأسمالية من تزوير للحقائق والأحداث إلى إيهام العالم بقدرتها على تحقيق ذات الإنسان إلى رسمها وكأنها خلاص البشرية!!!

Image
الصفحة 12 من 17