سعدات إلى رابطة "فلسطين ستنتصر": معكم دائماً حتى دحر النظام الإمبريالي

أرسل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات من داخل سجن ريمون الصهيوني رسالة إلى "رابطة فلسطين ستنتصر" في فرنسا، وجّه خلالها التحيّة لكل أعضاء الرابطة على دعمهم وإسنادهم للقضية الفلسطينيّة وحقوقها.


وقال الأمين العام في رسالته: "أحييكم وأعتز بدوركم المميز في دعم وإسناد قضايانا الوطنية، ونضالنا العادل من أجل تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال الوطني والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ودعم نضال وأسيرات أسرى الحرية في سجون فلسطين من أجل الكرامة والحرية وتعزيز صمود أبناء شعبنا".
وعبَّر سعدات عن اعتزازه وفخره بجهود الرابطة المتواصلة "في الضغط من أجل إطلاق سراح الرفيق جورج عبدالله من السجون الفرنسية من خلال الحملة الدولية والمنظمات الثورية التي تشارككم هذا النضال، كما ويصلنا بالتفصيل نشاطاتكم المميزة من أجل مقاطعة مؤسسات الاحتلال وفي المقدمة منها مشروع توأمة مدينة تولوز مع بلدية تل أبيب".
وأكَّد سعدات خلال الرسالة: "إنّنا معكم وإلى جانبكم في خنادق معسكر الثورة الأممية لدحر النظام الامبريالي الرأسمالي المعولم، وإنهاء أشكال القهر الطبقي والقومي والتمييز العنصري على أساس العرق أو اللون أو الجنس والدين، وبناء نظام دولي جديد قائم على العدل والتكافؤ بين الشعوب والتقاسم العادل للثروة. نظام يعيد للإنسان المعذّب إنسانيته المسلوبة".
وشدّد سعدات على أنّ جائحة "كورونا" ومع "كل مشاعر الحزن والألم والتضامن مع الشعوب التي ابتليت بالوباء الذي حصد الآن مئات الآلاف من الأرواح والضحايا، فقد أذابت هذه الجائحة كل المساحيق التي استخدمها النظام الامبريالي المتوحّش لتجميل وجهه القبيح، وأطاحت بكل التخريجات التي انُتجت في تبرير سياساته وعمّقت أزمته وفاقمت تناقضاته التي سقطت في امتحان مواجهة وباء كورونا ليس فقط الأجهزة الطبية التي تم تقليصها وتحويلها إلى مشاريع ربحية لتكثيف ثروات الطغمة الرأسمالية، وأيضًا النظام الرأسمالي المعولم برمته، وأشكاله التي عَبرّت عن تركيز نفوذ الشركات الاحتكارية والتي يحركها الجشع والسعي لتحقيق الربح الأكبر".
وأكَّد سعدات على أنّ "الوباء كشف زيف شعارات التضامن والتكاتف بين الأنظمة السياسية للنظام الإمبريالي ودوله، ورغم المخاطر المحتملة في تعميق أزمة النظام الرأسمالي الدولي والتي يتوقع أن تكون أكثر حدة من الأزمة التي عصفت بالعالم في نهاية عشرينيات القرن الماضي بكل ما تطرحه من إعادة انتاج وتعميق أنظمة فاشية عنصرية أقصى وأشد من تلك التي أفرزتها أزمة النظام الرأسمالي العالمي في تلك الحقبة، ورغم هذه المحاذير وما قد تحمله من مخاطر على مستقبل البشر، والسلامة والأمن والاستقرار الدولي، مع ذلك فهي تطرح أيضًا أمام اليسار الثوري الأممي فرصة استثنائية للنهوض وتوسيع صفوفه وحضوره ودوره القيادي المؤثر في مجرى الأحداث، ومؤشرات هذا التَحّول نلحظها اليوم باتساع مساحة الاحتجاجات الشعبية ضد التمييز العنصري والاستهتار بحياة السود والملونين التي تَفجّرت عقب جريمة اغتيال جورج فلويد الهمجية، وفيما سبق موجة الاحتجاجات والنضالات المطلبية التي تقودها الجماهير المسحوقة في فرنسا بحضور واسع من القوى اليسارية والتقدمية في فرنسا".
ورأى سعادات أنّه "وأمام هذا الواقع واحتمالات تطوراته المتنوعة ينبغي أن يتقدّم اليسار الجذري والأممي بكل مكوناته لترتيب وتوحيد صفوفه وزيادة الجهود لإعادة بناء رؤية وبرنامج الحركة الثورية الأممية، وتأسيس مركزها القيادي الموحّد على المستوى الدولي لمُحاصرة ممكنات تعميق مظاهر الفاشية والتطرف العنصري أولاً، وتقدم الصفوف لقيادة وتوجيه كل مظاهرات الاحتجاج والتمرد الثوري على طريق دحر الامبريالية الجديدة وربيبتها الصهيونية، وتعبيد الطريق لبناء النظام الاشتراكي الدولي البديل الثوري الواقعي المؤهل لتحقيق قيم الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، والأخوة الإنسانية الحقيقية".
وأشار إلى أنّه "ورغم ذلك فإن الطريق ليست مزينة بالورود، وتحتاج إلى عزيمة معززة بالعمل الدؤوب لالتقاط الفرصة التاريخية التي يطرحها واقع النظام الرأسمالي الامبريالي الجديد، وعمق الأزمة العضوية التي يعيشها اليوم، والآفاق التي يطرحها للسير في اتجاه التغيير الثوري الجذري التي تستجيب لمصالح الفقراء والمحرومين والمعذبين على امتداد الكون".