لبنان: بين فيضانات الطبيعة وكوارث السلطة

 هل يعتقدون فعلاً أننا كنّا نصدّق كذبتهم بالتدقيق الجنائي، وإنهم سيسيرون به؟! حقاً؟ وهل يحاكم اللصّ نفسه؟ كانت مسرحية متقنة التأليف والإخراج. يمتهنون تمثيل الأدوار وتقسيمها فيما بينهم. يهرّبون الاموال الى الخارج و" يستكترون" على الطلاب إقرار قانون يتيح لذويهم ارسال التحويلات المالية لهم من أجل تأمين كلفة دراستهم وتكاليف معيشتهم! خزينة الدولة أرهقت بمئات ملايين الدولارات بفعل استيراد أدوية لا طائل منها بدلاً من استيراد أدوية " الجينريك"!

الآن اكتشفنا أهميتها وأهمية استيرادها، كما الآن أيضاً اكتشفنا ضرورة تجهيز المستشفيات الحكومية. هذه المنظومة الحاكمة تدرك الامور فقط عندما تقع الكارثة! وحتى عندما تدركها، تبقى تماطل وتماطل غير آبهة بمستقبل البلاد والعباد. مَن مِن المواطنين فعلاً يأبه لأخبار تشكيل الحكومة وأين أصبح مسارها؟ همّ المواطنون ينصبّ أكثر على تتبع مسار سياراتهم التي غرقت وكالعادة بعد "أول شتوة". وتتبع مسالك طرقاتهم التي فاضت في مشهد سوريالي انّ دلّ على شيء، فهو يدلّ على فشل هذه المنظومة في تطوير البنى التحتية اللازمة.

استحقاقات كثيرة تنتظر اللبنانيين، من تزايد حدّة الازمة الاقتصادية عليهم، إلى سيناريوهات رفع الدعم في الأيام أو الأسابيع المقبلة، والخطر المستجدّ الزاحف " الكوفيد ١٩ ". لم يتركوا شيئاً إلّا ووضعوا اليدّ عليه فيما يخسر الوطن يومياً خيرة شبّانه وشاباته. ولكن هذا الوطن لنا.. هم الراحلون ونحن الباقون مهما طال الزمن.