مع بلوغ أزمة الرأسماليّة ذروة تفاقمها، وفقدان القوى الإمبرياليّة بقيادة الولايات المتحدة الأميركيّة إمكانية التحكّم الكليّ بتناقضات نظامها الأحاديّ القطبيّة، وفرض سياساتها على العالم، فإنها تمضي قدماً في محاولات التوسّع الخارجيّ - ضد كل من يهدّد زعامتها من الدول الصاعدة - من أجل نهب ثروات الشعوب وإخضاعها كحاجة ملحة لمعالجة أزمة رأسماليتها. وقد توسّلت لتحقيق أهدافها كل أشكال العدوان، بما فيها الإنخراط المباشر في حروب إستعماريّة، آخرها ما يحصل اليوم في حماية الكيان الصهيونيّ ودعمه في حرب الإبادة الجماعيّة التي يشنّها ضد الشعب الفلسطينيّ ومقاومته.
لم يكن كمال جنبلاط مفكراًوسياسياً لبنانياً بارزاً فقط، بل كان قائداً ورئيساً لحزبه التقدمي الاشتراكي وللحركة الوطنية اللبنانية التي شكلت تحالف للاحزاب الوطنية واليسارية، في ظروف احتدام الازمة الاقتصادية 4الاجتماعية والوطنية، دفاعاً عن مصالح الوطن وقضايا الشعب الاجتماعية.
تحتفل جميع شعوب العالم بعيد استقلال بلدانها بشعورٍ غامر بالإعتزاز والفخر، معتبرةً بحق أنه العيد الوطني الأهمّ لكل الشعب. وهي ترى فيه مناسبة لتقييم الانجازات المحقَّقة ولتأكيد ثقتها ببلدها ومستقبله. أمّا في بلدنا، فإنّ العيد الثمانين للاستقلال يمرّ دون شعور الشعب به. ولا يقتصر السبب على ما يحيط بلبنان من مخاطر تنجم عن حرب الإبادة التي يشنّها العدوّ الصهيوني على غزة وفلسطين، وتنعكس على حدودنا الجنوبية اليوم، فيكرّر هذا العدوّ بعنصريته وفاشيّته صورة إبادة الهنود الحمر في أميركا الشمالية، التي تشكّلت نتيجتها الولايات المتحدة.
مقاومة العدو الصهيوني، واجب وطني وقومي واجتماعي وانساني،
كسر عدوانه، مهمة مقدسّة لا تحتمل التأجيل والمساءلة،
حملنا وسنبقى نحمل، اليوم وكل يوم، راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية،
جبهة للتحرر الوطني والاجتماعي، جبهة عابرة للطوائف والمناطق، دفاعاً عن لبنان ولكل لبنان،
جبهة حاضرة في كل قضايا شعبنا الوطنية والسياسية والاقتصادية – الاجتماعية،
فالى الانخراط في صفوفها، شبابا وشابات، رجالا ونساء، مقاومةً للعدوان وللاحتلال الصهيوني متى تعرّض لبنان له،
فلا خيار لنا الا المقاومة، مقاومة بكل ما ملكت أيدينا من سلاح وقدرات وامكانيات،
هذا هو تاريخ حزبنا، حزبا مقاوما منذ تأسيسه،
هكذا كان وسيبقى كما هو اليوم، جزءا من هذه المعركة وفي قلبها،
عهدنا لشعبنا اللبناني البطل، ولشعبنا الفلسطيني الصامد في غزة وفي كل فلسطين، ولشعوبنا العربية وشعوب العالم وأحراره بأن تبقى المعركة مفتوحة ضد الصهيونية والإمبريالية و أدواتها.
استحدثت بعض المؤسسات الرسمية وغير الرسمية طرق مختلفة لدعم موظفيها وعائلاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الغالبية العظمى من اللبنانيين وبخاصة الموظفين المدنيين والعسكريين اصحاب الدخل المحدود جدًا.
دائماً ما تضع القوى الحاكمة في لبنان الناس أمام خيار السيء والأسوأ، وكأن نهج السوء هو قدرٌ لا مفرّ منه. وفي خضم الصراع بين جناحي الحكم، يلجأ كلّ منهما اليوم إلى استعمال أقصى ما لديه من أسلحة الترغيب والترهيب لإحراج من لا يثق بخياراتهما المطروحة.