سقوط التوازن..!!

 عمل.. عامل.. العمّال في عيدهم.. !!

مُدخل ..
ديموغرافياً، وقياساً زمانيّاً ومكانيّاً. وإسقاطاً عملانيّاً، فإنّ عيد العمّال.. هو بمثابة الساقط عمليّاً من أجندة الحقوق. والعامل، الإنسان الإنسان.. العامل الباني الصانع المدافع المجاهد الباذل الفاني العمرَ لقيامة وطنٍ ومواطن.


...
العامل يساوي الإنتاج ..
في النقاش، مجرّد هراء من الأفكار الباليّة لدى المسيطرين على الإقتصاد، ومجرّد وعود لكسر حالة الريع والانتقال إلى مرحلة الإنتاج. كلّ ذلك، والأوضاع تزداد استلاباً لنهب حقوق العمّال وعلى الصّعد الوطنيّة كافّة، من الأرض إلى المصنع والمؤسسات، تحدّيات خطيرة تعتمل منذ نشأة الكيان الوطن، ولا احتساب لحالة الاهتراء والحروب وانحلال الدولة والنزوح وفشل السياسات الإقتصادية والتي تنال من قيمة العمل، وعلى مستوى الوضع الاجتماعي بأطيافه كافّة. وبالأخص، بعد ما تمّ وبأوامر أميركية، بفوضى المصارف ونهب مقدّرات المواطنين وغيرهم. وعليه، أين التعويضات والضمان والطبابة والتعليم، عدا عن تفجير المرفأ وتعطيل المرافق العامة لصالح العدوّ وافتقار الجيش لمقوّمات السلاح للدفاع عن الوطن أمام اعتداءات الصهاينة، كلّ ذلك ينال من طاقات الوطن انتاجاً ومجاراة، والعمّال على رأس قائمة المتأثّرين في مختلف الظروف، وذلك، تنكّراً لحقوقهم في الأجر وساعات العمل والتعويضات والضمانات بمختلفها، لكأنّنا في القرون الوسطى، وتساؤلات عدة عن هجرة العقول والسواعد، وترك البلاد في حالة فوضى مزرية، فالبنى التحتية باتت منهارة ومخزية، وفاجعة النفايات في كلِّ المناطق وربوع الوطن، وطن تحوّل إلى بؤرة تكدّس للموبقات الاجتماعية الاقتصادية والسياسة، ولا نشهد حتّى الآن مبادرات على مستوى القيادة بمسؤوليها، تقود إلى برّ الأمان.
...

معاناة.. !!
تنجح العين باجتذاب أو اصطياد الفكرة، والفكرة صورة واقعية ذات جماليةٍ.. يذهب فيها الخيال إلى بصائرَ، في تشعّباتها احتمالية الأنا والآخر، للعثور على قلقٍ إيجابيِّ الحضور.
لكن، وما نشهد، ويُشاهد تراجع كلّي عن حقوق العمال بتماثلهم على المستوى الزراعي أو التعليمي، فالعمّال والفلاحون والأساتذة في خبر كان.. من الأماني والتطوّر، لا بل تبخّرت مجهودات العقود المنصرمة من القرن المنصرم، وكلّ ما تمّ الكفاح له، وما دُفع من أثمان، والنضال موصول.
...
أحلام، ثمّةَ أحلام لم تكتمل.. !!
لنتذكّر بأنّا في الحياة معاً. غلافٌ من الكريستال يحيط بنا، ننظر، نرى اللاشيء في خيالاتٍ مجسَّمة، لقطاتٌ ذات فرادةٍ ونزعةٍ رافضةٍ لكلّ محتّلٍ وغاصب. والمعنى للداخل كما للخارج.
قريباً أو بعيداً من التقنيات الحديثة، فإنّ عوالمَ ذات الغريزة المُحكَمة، يتطابقون ومسارَ نجمِهم، وإنّها لرحلةٌ وجوديّةٌ صعبة المسالك. ماراثون البشرية.. حُبكةٌ تقع في مائها في العقل.
...
سنون وأسّنةُ التعب.. !!
بعدد سنوات التعب، سنوات من الدجل. تعبٌ وَخيمٌ من استجداء الحقوق، ولم نهَبْ هولَ الويلات. نحن، الذين وَهَبْنا أحلامَنا، أعضاءنا، أعمارنا ولم نَنَلْ بسمةً حتّى.. لا إسماً وكُلُّنا خِصام، حسراتٌ مخطّطَةُ بالشقاء، وبعض الرجاء هزيل التواصل والأدوار، والفؤاد ممزُقٌ، تَعِبٌ، مهجوسُ الواقع والآتي.. وهيهات، منجلٌ ومطرقة، يطابقان عينين مسافرتين في الأرق.
عاملٌ أنا من بلاد التعبِ والعتبِ والرّماد، مؤمنٌ وكافرٌ، حرٌ وعبدٌ، مجتهدٌ وكسول، ناجحٌ وراسب، شاهدٌ وساكت.. كيف يستويان.. !!
ألَا هُبّوا، قوموا، إنهضوا، اتحدّوا وتحدّوا لعلّ يرحم "التاريخ" ونُنصَف، كم دُفع من الأثمان ويُبذل.. !!
...
أدب المشاعر والتقدير.. !!
للحبِّ، للأصدقاء والرفاق والأهل خِصالُ وصفات اﻷسلافِ محبّةً، خُلقاً وعطاء.. عن شمائل خيرِ بشر.. وهاتي المشاعر.. مشاعل الضوء والنور..، من هذا الشروق المضمّخِ بطيبِ، بضوْعِ الأنوار والشهادات، بتماجُدِ اﻷُلى، دروب اﻵﻻم ...

والغيوم على عشقها لأرواحنا.. تتسادلُ بفطرة الابتهال.. بغزارةٍ ناصعةِ العطاء.. تمسح عنها غلسَ الظُلمِ والظلام.. والفلوات المفتوحة لّلنُذُر، لا يُخمد لها أوار، منذ الأزل تخاطب وجوه المقبلين.. وفي ريعان البذور أنفاس المتصلّين بكلِّ ذرةٍ.. بهذا العمر المعجوق المصائر.. ترتقيه الأكفُّ والسّواعد حتى الغيوم، وهي اعتقاد الفرح والخير.
طوبى لساكني القلوب والعقول.. لوجودكم المرصّع الفرح.. وأنتم تآلف اﻷرواح.. تتلامحُنا أفواف الأكمام.. تتفتّحُ بأقمار السّماء والرياض، بنفوس البهاء والعَلياء.. بعيدكم.. عيد العمّال والانتصار.