مما لا شك فيه أن للكلمة وقعٌ مدوِّ، إلا أن الصورة ترافق الكلمة فتحييها. وعلى إثر هذه الصورة، نغوص في الماضي، لإعادة إحياء إرث من ورائها.
بالنسبة للمصور علي علوش، كانت بداية المسيرة في جريدة "النداء". فهو لم يكن قد أنهى دراسته حينها، وكان يمضي أغلب وقته في الغرفة المظلمة، ولذلك حينما دخل معترك المهنة، اعتبر هذه التجربة الأولى كمدرسة بحد ذاتها.
أما عزيز طاهر، عمل في قسم التصوير في جريدة "النداء" اليومية، ويعتبر أن هذا العمل له نكهة خاصة. فقد ضمت الصحيفة عاملين، ولو لم ينتموا للفكر السياسي نفسه، كما غابت المراكز والمناصب، فبدل رئيس ومرؤوس، تجد عائلة يجمعها الإحترام والقضية.
كما رأى أن العمل في الصحيفة يحرر من الدوام الوظيفي، ويضعك امام مسؤولية أكبر وهي الابداع والإنتاج.
ويعتبرعزيز طاهر أن تجربته بـ "النداء" جمعته مع زملاء أضافوا الى خبرته، مؤكداً أن أهم المصورين عملوا في الجريدة وتخرجوا منها وتوزعوا على كل العالم لافتاً إلى أنه نادراً ما تلتقي بأحد المصوريين الذي لم يمر بـ"النداء". ويضيف قائلاً "لقد دخلت القسم وكان فيه جمال السعيدي وجمال فرحات ونضال وكان قد سبقهم ميشال برزغل وكامل لمع وآخرين...وبعد رحيلهم اصبحت مسؤول التصوير، ثم عملت على ضم جيل آخر الى القسم منهم علي علوش ومحمد حيدر ومحمد عقيل وماهر ابي سمرا وغيرهم".
وعن تجربته مع زملائه في "النداء"، فيقول أنهم كانوا يفرحون لكل عملية أو بيان لجبهة المقاومة وكانوا يحزنون لسقوط الشهداء الابطال، فيطبعون صورهم ليوزعوها على كل الصحف ليرى العالم كله هؤلاء الأبطال الذين سيصنعون النصر.
صور الحرب موجعة بالنسبة له، من طفل يبحث عن قوت يومه بمستوعب النفايات الى قذيفة او رصاصة تقتل انسانا يبحث عن فرصة للعمل، متمنياً ألا تتكرر.
ويستطرد بالحديث عائداً بذاكرته الى الجريدة، متأسفاً على ما حل بها. فهي تعتمد التمويل الذاتي كغيرها من الصحف الملتزمة على حد قوله. وبالتالي لم تستطع تحمل المواجهات والتغيرات الطارئة كالكلفة العالية، فكان يوم أغلقت الجريدة يوماً حزيناً. ويضيف "خرجنا من النداء ولم تخرج منا، فبقينا نحمل كل ذكرياتنا الجميلة عن تلك الفترة، ثم توزعنا على الصحف اللبنانية والعالمية مصورين ومحررين، انما بقينا اصدقاء يجمعنا الحنين الى عودة اصدار الجريدة".