من الثورة الى الانقلاب

 19 كانون الأول/  ديسمبر عام 2018: بدأت الاحتجاجات على خلفية ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتدهور قيمة العملة، وقوبلت بقمع لتتحول التظاهرات إلى أعمال عنف وشغب. وقد استخدمت القوى الامنية الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، وارتفع منسوب العنف في ايام الاعتصام التالية، فلجأت الشرطة الى استخدام الرصاص المطاطي والحيّ وكذلك الغاز المسيل للدموع.

Image

السودان: الثورة تعيد رفع رأسها ردا على الانقلاب العسكري

أطاح انقلاب عسكري بالحكومة الانتقالية في السودان. وقد كان هذا الانقلاب نتيجة حتمية لمحاولة المصالحة بين قادة انتفاضة 2019 وبين قوى الثورة المضادة. الجماهير الغاضبة عادت إلى الشوارع بأعداد ضخمة، معطية الدليل على أن احتياطيات الثورة السودانية لم تنفد. والمطلوب الآن هو كفاح لا هوادة فيه لهزم القادة العسكريين الرجعيين، مرة واحدة وإلى الأبد. 

Image

الانقلاب في السودان وخطر العودة إلى العزلة

كما هو متوقع، وبعد فترة من الانغلاق السياسي، وكذلك بعد عدة محاولات انقلابية، نفذ المكون العسكري في مجلس السيادة الحاكم في السودان انقلاباً عسكرياً، في 25 تشرين الأول الماضي، حل بموجبه مجلس السيادة وأعلن حالة الطوارئ في البلاد وجمَّد العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية وعزل رئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك، وأودعه هو وزوجته في أحد السجون. وإذ يأتي الانقلاب نقضاً للاتفاق الذي رأى النور عبر الوثيقة الدستورية، فإنه يعد ضربة موجعة لثورة ديسمبر 2019، ومبادئها والمسيرة التي كانت جارية بفضلها نحو إقامة دولة مدنية. ومع انتصار الثورة ازدادت الآمال بحدوث قطع مع سياسة الانقلابات التي تولد الديكتاتوريات، غير أن المكون العسكري المنقلب، اتبع سياسات الحكومات الديكتاتورية ذاتها، ما ولَّد خشية من عودة السودان إلى العزلة عن المجتمع الدولي.

Image

السودان بين الحكم المدني ومطرقة العسكر

أثناء محاكمة عبدالخالق محجوب يوم الثلاثاء ٢٧ تموز ١٩٧١، قام قاضي المحكمة العسكرية العقيد احمد محمد حسن بتوجيه سؤال الي المتهم :"ماذا قدمت لشعبك؟" ..أجابه محجوب بكل هدوء: "الوعي... بقدر ما استطعت". في لحظاته الاخيرة، ينطق المناضل بخلاصة حكمته الثورية التي راكمها عبر السنين. افتتح المحجوب بكلمة واحدة، ارثه وتركته، التي لا تتضمن الا ملك واحد يضاهي بقيمته كنوز العالم بأسره،  الوعي. فبرهن الشعب السوداني، طوال سنين كفاحه، انه لم يشذ عن خط عبد الخالق محجوب. التزم بالنضال الواعي والمستمر رغم بطش ديكتاتورية البشير واجرامها بحق التقدميين والتغيريين. فبرهن الشعب السوداني، خاصةً طبقاته الشعبية، أنه على قدر عال من الوعي، وقادر على  خوض صراع تحرري ضد نظام برجوازي قمعي واستبدادي في سبيل دولة سودانية ديموقراطية حرة وعادلة.

Image
Image

التسييس والاستنسابية في ملف تفجير مرفأ بيروت: حقيقة قانونية أو مواربة سياسية

كعادته، ينقسم الشعب اللبناني، اليوم، لمحورين بين مؤيد لمسار التحقيق العدلي في جريمة المرفأ وبين معارض له. مؤيدو المحور الأول ينقسمون أنفسهم الى فريقين غير متوازيين، الأول مؤيد إيماناً بالعدالة والمساواة وسعياً لتكريس استقلالية القضاء عن السلطة السياسية الحاكمة، طامحين لمحاسبة مرتكبي هذا التفجير الكارثي، والثاني (نسبته ضئيلة) مؤيد "جكارة" بخصومه/حلفاؤه السياسيين لتسجيل النقاط والتوظيف في الحسابات السياسية الضيقة. أما مؤيدو المحور الثاني، فيتوزعون بين فريق يحمي مشتبه فيهم سعياً للإفلات من العقاب، كما درجت العادة خلال السنوات الثلاثون المنصرمة، وفريق رافض لمنطق الدولة وجاهداً للدفاع عن منظومة أوصلت البلاد الى الانهيار الشامل، متلطين بوهم المؤامرة كونية، المترافقة مع موجة من التشويش والتضليل الممارس بشكل ممنهج ويومي من أركان المنظومة المحترفة ببث بروباغندا التخويف و"التعليب" للجمهور، معتمدة التخوين والترهيب أسلوباً فاعلاً لغاية اليوم، متناسين ما ارتكبته هذه المنظومة بحق الشعب من جريمة إبادة متواصلة منذ ما قبل العام 1975 تجددّت في العام 1990 وإستمرت لتاريخه.

Image
الصفحة 8 من 17