القطاعات الطلابية البديلة: واجب المواجهة
دخل لبنان بعد نهاية الحرب الأهلية "فورةً" في قطاعه التعليمي، بالأخص الخاص منه نتيجة للموقع والدور الذي تلعبه ولعبته المؤسسات التعليمية الخاصة في المنظومة الطائفية وما قدمته لها من خدمات،
لطالما شكلت النقابات والاتحادات العمالية العصب الأساسي في الصراعات الطبقية الدائرة في البلاد منذ ما قبل الحرب الاهلية الى يومنا هذا. لا يمكن للمرء ان يتعمق في فهم تاريخ الحركة النقابية من دون ان يعترف أن هذه الحركة عانت الامرين، وهوجمت بوحشية بتاريخين مفصليين. الأول تاريخ 1975، عند إندلاع الحرب الأهلية التي طغى فيها الانقسام الطائفي على الطبقي، وأضعف بالتالي هذه النقابات والحركات، رغم المحاولات العديدة للحفاظ على ما تبقى منها. أما التاريخ الثاني فهو الفترة الممتدة من إتفاق الطائف الى العام 2005، حين شُن الهجوم الأكبر على الحركة العمالية والاتحاد العمالي العام من قبل حكومات الحريرية النيوليبرالية.
من الواضح أن الأزمة اللبنانية بارتباطها الوثيق بأزمة رأس المال العالمي تزداد سوءًا يوماً بعد يوم، وللأمر انعكاساته على أوجه الحياة العديدة للمقيمين في بقعة الأرض هذه. والملف الجامعي والمدرسي الأكاديمي سيانٌ في معادلة القهر الحديثة، وللطلاب والأهالي حصة الأسد من المعاناة؛ فالى جانب ازدياد حدة أزمة المعيشة، يواجه الطلاب واقع تعليمي صعب حيث تحكم المؤسسات الربحية الخاصة المحسوبة على التحاصصية السياسية قبضتها على المشهد التعليمي وتقوم بتسليعه وترويضه ضمن قاعدة العرض والطلب في السوق من جهة، ومن جهة أخرى، يرى الطلاب أملاً قد يتبدد في الجامعة الرسمية أي جامعة الفقراء التي كانت وما زالت في صلب سداد حِراب الطبقات الأكثر انتقاماً وقمعاً في المجتمع (أي الطبقة البورجوازية) التي أصرّت على ضرب قدرة العمال على تحصيل العلم منذ ولادتها.
في السابعة والعشرون من حزيران الماضي، تصدرت "النقابة تنتفض" عناوين الصحف، في ما إعتبر إكتساحاً للانتخابات النقابية للمرة الأولى، وذلك في ظل هزيمة مدوية لأحزاب السلطة. توالت بعد ذلك الأخبار السيئة مكللةً بتأجيلٍ تلو الآخر لانتخابات نقابة الأطباء، وخلال مهلة الانتظار المفروضة علينا هذه، نلقي نظرة على تجربة النقابة تنتفض وما تخللها من تنسيق وجهد بين القوى المعنية.
ودخلت في بيروت... من بوابة الدارالوحيدةشاهراً حبي ففر الحاجز الرملي...وانقشعت تضاريس الوطنمن أين أدخل في الوطن... من بابه؟ من شرفة الفقراء ؟
من مواجهة العصابات الفاشية والصهيونية في لبنان وصولاً الى تشكيل شوكة بحلق حكومات المنطقة، وغرز النعل الأخير في نعش تنظيم الدولة الإسلامية، كان الشعب الكردي حاضراً في نزاعات المنطقة كقوّة يُحسَب لها ألف حساب. الكفاح المسلح، في اللهجة الكردية، ليس الا استكمالاً لقضاياهم القومية والتقدمية في منطقة، كانت ومازالت تمارس قمعها العنيف تجاه المجموعة الإثنية الوازنة.