الشعبية تعمد ذكراها الخامسة والخمسين: شهيد وعملية في بيت لحم ومهرجان حاشد في غزة

تواصل قوات الإحتلال الإسرائيلي مسلسل اعتدائاتها على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس فقد شهدت الايام الأخيرة موجة من الإعتدائات.

في القدس اقتحمت قوات الإحتلال مخيم الدهيشة في بيت لحم حيث شهد المخيم اشتباكات عنيفة ليلاً ما ادى لإصابة جنديين من الإحتلال حسب اعتراف العدو، فيما نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد المناضل عمر مناع الذي استشهد أثناء المواجهات. وفي اليوم التالي أعلنت الجبهة الشعبية في بيان لها مسؤليتها عن القاء عدد العبوات الناسفة تجاه دورية للإحتلال أدت لإصابة جندي على الأقل.
وفي الضفة الغربية تحديداً في رام الله قامت قوات العدو بإعدام شاب فلسطيني أعزل في وضح النهار أمام أعين كاميرات الصحافة.
كما تشهد جنين ونابلس اشتباكات ليلية متواصلة بين الإحتلال ومقاومين فلسطينيين. وفي تطور لافت على ساحة المواجهات، بدأت الأذرع العسكرية للفصائل بتبني عمليات المقاومة من حين لآخر، فبعد تبني الجبهة الشعبية لعمليات بيت لحم تلتها بيانات متتالية إذ أعلنت كتائب شهداء الأقصى في بيان لها تصدي مقاوميها للإحتلال في جنين وكذلك كتائب القسام وسرايا القدس أعلنوا مسؤوليتهم عن عمليات تصدي لإقتحامات العدو في مناطق متفرقة من الضفة.
ونبقى في جنين حيث شهد المخيم اشتباكات عنيفة صباح اليوم بعد اقتحامه من قبل جيش العدو مصحوباً بفرق من القوات الخاصة حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة والعبوات محلية الصنع (أكواع) مما أدى لإستشهاد عطا الشلبي، طارق الدمج وصدقي زكارنة.
على وقع إشتباكات الضفة، أحيّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذكرى إنطلاقتها الخامسة والخمسين باحتفال جماهيري حاشد في ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة. شارك إلى جانب قيادة الجبهة والالاف من أنصارها، عدد من قادة الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية.
جملةٌ من الرسائل السياسية أرادت الجبهة إيصالها للجميع من خلال هذا الحفل، فالحضور الجماهيري الحاشد يؤكد للجميع أن الجبهة لا تزال من الفصائل الفلسطينية الوازنة في غزة كما في الضفة والقدس، ولنبقى في الشكل حيث توسطت المنصة خريطة فلسطين كاملة، في إشارة لمقررات المؤتمر الثامن الذي أعلن رفضه الحلول المرحلية فالتحرير هو تحرير كل فلسطين، كما رفعت صورة للقيادي الشهيد تامر الكيلاني الذي سقط إلى جانب مجموعة عرين الأسود بمدينة نابلس، في إشارة واضحة ترسلها الجبهة للسلطة وللإحتلال أنها منخرطة بالكامل بالعمل المسلح بالضفة والقدس وبقرار مركزي من قيادتها.
وفي كلمة ألقاها نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر أكد أنه وبعد المؤتمر الثامن للجبهة الشعبية تخلصت الجبهة من المرحلية ليبقى شعار تحرير فلسطين كل فلسطين مؤكداً: "أزاحتْ الجبهة في هذا المؤتمر الخيار المرحلي عن الطاولة واعتبرتْهُ بوابة للتنازلات، وعادتْ إلى خيارِها الاستراتيجيّ فلسطين كلّ فلسطين." مضيفاً، "لاحلول ولا تسويات ولا مفاوضات، فإمّا فلسطين وإما النار جيلا بعد جيل."
وأضاف :" على الجميع الإسراع في وضع سياسات اقتصادية تعزز صمود المواطن وتوفر قوت أطفال الطبقات المسحوقة وتمنع الجباية والضرائب التي تزيد الفقير فقرا والغنى تخمة."
وتابع: " إنّنا ماضون في عملِنا لأجلِ صوغِ استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ موحّدةٍ على أسسٍ وطنيّةٍ تتمسكُ بالمقاومةِ خيارًا رئيسيًّا وتحمي الحقوقَ وتضمنُ الحرّياتِ وتجسّدُ العدالةَ الاجتماعيّة، وتتصدّى لجماعاتِ المصالح، ولوبيّات الفساد".
وأردف: "في هذا السياق، نرفضُ الاعتقالَ السياسيَّ أيًّا كان ممارسوه، وتحت أيِّ ظرفٍ كان، ونقول: إنّ الحقوقَ والحرياتِ خطٌّ أحمرُ نحميها ونعليها في كلّ المراحل"، متابعاً: "إنّنا ماضون مع كلّ الحريصينَ من القوى السياسيّةِ والمجتمعيّةِ والشخصيّاتِ الوطنيّةِ المستقلّةِ على تشكيلِ تيّارٍ وطنيٍّ وشعبيٍّ عابرٍ للجغرافيا والفئويّة؛ هدفُهُ استعادةُ الوحدة، وتنفيذُ اتفاقاتِ المصالحة، واستعادةُ وحدةِ الميدان".
وشدد مزهر: "يدُنا ممدودةٌ لإعادةِ بناءِ منظّمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ الممثّلِ الشرعيّ والوحيدِ لشعبِنا على أسسٍ وطنيّةٍ وديمقراطيّة، وعلى قاعدةِ الشراكةِ الوطنيّة". وأشار إلى أن الجبهة تريد "انتخابات شاملة يشارك فيها الجميع ويجب ألا نمنح العدو وضع فيتو على إجراء هذه الانتخابات"، مؤكداً: "نريد انتخابات في القدس ، ولكن دون إذن أو تصريح من هذا الاحتلال ويجب أن نحول الانتخابات في القدس إلى معركة ومواجهة مع هذا الاحتلال".
وواصل قائلاً: "الجبهةَ الشعبيةَ وقوى المقاومةِ لن تسمحَ بالاستفرادِ بأيِّ فلسطينيٍّ أو مدينةٍ أو قريةٍ أو مخيّمٍ في الوطن واهمٌ هذا العدو إذا اعتقدَ أنَّ مخططاتِ المجرمِ بن غفير يمكنُ أن تمرَّ دون فعلٍ يحوّلُ كلَّ ذرةٍ من ذراتِ الوطنِ إلى نارٍ تحرقُ الصهاينة".
كما ألقى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة كلمة في الحفل شدد فيها على أهمية الوحدة بين فصائل المقاومة في مواجهة المشاريع الصهيونية الجديدة بعيداً عن الحزبية والفصائلية، مشدداً على أهمية المقاومة كطريق للتحرير ولإستكمال السير على نهج الشهداء.

  • العدد رقم: 311
`


علي إسماعيل