قراءة في المشهد السياسي العام

  يمر لبنان بمرحلة شديدة الخطورة، وحجم المخاطر المحدقة به كبيرة ومصيرية لبنان المأزوم يترنّح باشتداد أزماته السياسية والاقتصادية، المالية والاجتماعية. تؤشر تطورات المشهد عن تمادي الانحدار السياسي وتفاقم الازمات بحيث يعيش اللبنانيون يوميات الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي التي انعكست عليهم ضيقاً مادياً، وتوسعا في حالات الفقر والجوع والبطالة، واقبالاً على الهجرة. تحالف حيتان المال والسياسة والطائفية والفساد أفلس لبنان، وأفقره، وأوصله الي الانهيار. بلغت الأزمة ذروتها، والكارثة تتفاقم، والانهيار يتجه نحو القاع، والطبقة السياسية التي كانت سبب الأزمات عاجزة عن إيجاد مخارج حلول للأزمات، ووضعت لبنان أمام عجز تام في مواجهة الانهيار، وهي الان تستسلم للإملاءات والتدخل الاميركي والفرنسي.

Image

"جمول" بين الأمس واليوم بعيون أبطالها... المقاومة الوطنية خيارٌ مستمرٌ للتغيير

  سمع الكثيرون عن الملاحم البطولية التي سطرها أبطال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)؛ من قيادييها وشهدائها وجرحاها وأسراها... ورفاق كثر مجهولون (مراسلون، طباخون...) وأناس عاديون احتضنوا المناضلين، فكانوا سنداً لحاملي السلاح. أن تلتقي بعض أولئك المناضلين، ولاسيما من كان منهم مسؤولاً ومخططاً ومنفذاً للعمليات العسكرية، وتدفع تواضعهم المتشابه للحديث، ترى حرصهم على إعطاء الكثيرين من رفاق الدرب حقهم بالنصر، وهنا تدرك كيف انتصرت المقاومة الوطنية. نقل بعض هذه الحوارات مسؤولية كبرى، خاصة ان الرفاق بدوا كالمتواطئين سراً على سمفونية واحدة "طب مين قلك عني... ليه ما بتشوفي فلان أهم بكتير بالعمل المقاوم". ولأني أحمل في إصراري إرث "جمّول"، بالمواجهة وعدم اليأس، لتحقيق النصر ورثته من والدي رفيق دربهم "وليم"، الذي سألني بعضهم عنه، تواجهنا في العناد، وقد يكون الفائز في هذا النزال هو القارئ.

Image

مئوية لبنان الكبير وقضية الوطن والدولة

بعد مئة عام على تأسيس لبنان الكبير، وصل لبنان الي وضع مأزقي يواجه خطر التفكك والتحلّل، أو كما قال وزير خارجية فرنسا، خطر الزوال. فبعد هذه التجربة الطويلة، لا يزال لبنان أقرب الى طفل يحبو، ويحتاج الى تعلم المشي وحده. والتساؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو هل ان لبنان الكبير هو مولود عجيب، يفتقد الى مقومات إنشاء دولة ووطن؟

Image

كمال البقاعي... نضال حزبك ومقاومته مستمران... "المعلم"... شهادات من رفاق السلاح

فقدت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، أحد أبرز قادتها، نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، كمال البقاعي. هو القائد الأول الذي خطط وأنجز كافة العمليات التي نفذتها "جمول" في منطقة البقاع الغربي وحاصبيا ومرجعيون. التحق منذ حداثة سنه في قوات الحرس الشعبي التي أسسها الحزب الشيوعي عام 1970 دفاعاً عن الجنوب، وعن القرى الأمامية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وشارك في مهماتها القتالية في منطقة العرقوب وفي معسكر قبريخا. وأن نسمع رفاق دربه، يروون بفخر سيرته النضالية والرفاقية والإنسانية، فلا يسعنا إلاّ أن نطمع بالمزيد عن القائد "المعلم" الصلب، الحازم والحذر... الرفيق الهادئ المتواضع، والمبتسم. لم نعرفه نحن الجيل الجديد، وكأنه عاد بهذا النشاط مع مرضه، لينتشلنا من مرض الاستسلام، لاستكمال نضاله ورفاقه؛ ليقوينا. فحتى في فترة مرضه لم يكن ضعيفاً ويردّد لرفاقه بإصرار "متل ما واجهت العدو الإسرائيلي بدي واجه المرض".

Image

أميركا في سياق الأزمة الاقتصادية اللبنانية

عند مجيء دونالد ترامب الى سدّة الرئاسة الاميركية (٢٠١٦)، أشهرت الإدارة الاميركية سلاح العقوبات الاقتصادية ضدّ خصوم واشنطن (إيران وحلفائها). فنال حزب الله قسطه من العقوبات المصرفية ضدّ أفراد وهيئات على صلة بالحزب. صيف عام ٢٠١٦، صدر في واشنطن "قانون مكافحة تمويل حزب الله" والذي زاد من حدّة العقوبات ليشمل عدد كبير من الافراد والمؤسسات المرتبطة بالحزب. يعطي هذا القانون وزارة الخزانة الأمريكية صلاحية منع مثل هذه المؤسسات من الدخول إلى النظام المالي الأمريكي.

Image

ملاحقة التحقيق والمحاسبة تبني معارضة

لا مفر أمام قوى الاحتجاج والمواطنين من تقديم العمل المؤسّسي التأسيسي على الخطابات وشعارات التغيير الطوباوية. ليس انفجار مرفأ بيروت حدثاً عابراً. هو محطّة تاريخية. وهو كذلك لضخامته وفداحة الآثار المأسوية الناتجة منه. فالبعد الإنساني أولاً والبعد المادي ثانياً ليسا راهنين، إنّما هما تاريخيان ومأسويّان سيصاحبان لبنان وأجياله ومجتمعه واقتصاده، وقد حفراً عميقاً في الذاكرة الجمعية والفردية.

Image
الصفحة 15 من 37